نظم أمس الخميس العشرات من الصحافيين الجزائريين غرب البلاد وقفة احتجاجية تضامنا مع زملائهم في قناة «الوطن»، التي أغلقت الاثنين الماضي بقرار من وزير الإعلام حميد قرين، بدعوى مخالفتها لقانون السمعي البصري، والعمل بطريقة غير شرعية وبث أفكار هدامة، على خلفية استضافتها لمدني مزراق قائد ما كان يسمى الجيش الإسلامي للإنقاذ (المحل) وتهديده للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وكان العشرات من الصحافيين قد نظموا وقفة احتجاجية وسط مدينة وهران (400 كيلومتر غرب البلاد) وهي الوقفة التي رفع فيها الصحافيون شعارات منددة بالقرار الذي اتخذته وزارة الإعلام، وكذا التضييق المتكرر على وسائل الإعلام المختلفة بطرق شتى، في وقت تدعي فيه السلطة فتح الباب أمام ممارسة صحافية متعددة وحرة.
وكان مدني مزراق قائد ما كان يسمى «الجيش الإسلامي للإنقاذ (المحل)» قد خرج عن صمته بعد أيام من الصمت عقب الجدل الذي أثارته تصريحاته على قناة «الوطن»، والتي هدد فيها بإسماع الرئيس كلاما لم يسمعه من قبل، وهي التصريحات التي كانت السبب المباشر في غلق قناة «الوطن»، وقد فاجأت خرجة مزراق الجديدة الكثيرين، حيث بدأ كلامه بمهاجمة الصحافيين الذين قال إنهم حوروا كلامه وأولوه على مزاجهم، مؤكدا على أنه تعرض إلى حملة مسعورة ممن وصفهم بالأقلام المأجورة الخبيثة وبعض السياسيين والألسنة المنافقة، وأن هؤلاء تعودوا على انتقاد وسب الرئيس على حد قوله من منابر إعلامية مشبوهة في الخارج، وشككوا في شرعية الرئيس وفي مؤسسات الدولة، وكانوا يدعون إلى العصيان والتدخل الأجنبي، في وقت كانت مواقفنا، يقول قائد «جيش الإنقاذ (المحل)» كانت مواقفنا تصب في مصلحة الدولة.
واعتبر أن هؤلاء استــغلوا ما وصفه بالخلاف العابر مع الســيد الرئـــيس، الــذي جاء بسبب عبارة خاطئة في خطاب منسوب إليه، فاستغلوا الفرصة وراحوا يكتبون مقالات كاذبة مضللة، وحرفوا الكلام عن مواضعه، وسارعوا إلى دق طبول الحرب كعادتهم، ظننا منهم أننا سنركب رؤوسنا وننسف مشروع المصالحة، الذي فعلنا المستحيل لإنجاحه.
وخصص مزراق الفقرة الثانية لمهاجمة علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب «طلائع الحريات» وهو لمن يعرف العدو اللدود لجماعة الرئاسة، لذا لم يتحرج مزراق في إفراغ غضبه على مرشح الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد أن نفى بن فليس أن يكون قد وعد مزراق بأي شيء فيما يتعلق بعودتهم إلى ممارسة السياسة، وهو ما جعل قائد التنظيم المسلح السابق يصف بن فليس بالجبان وبشاهد الزور، مشددا على أنه انتحر سياسيا، وأنه خيب ظنه (مزراق) فيه، وهو الذي كان يرى أنه يصلح لرئاسة البلاد، رغم ضعفه، متهما إياه بأنه قال ربع الحقيقة وأخفى ثلاثة أرباعها، ناصحا إياه أن يستدرك ويقول الحقيقة كاملة!. أما فيما يتعلق بغلق قناة «الوطن» فقد اعتبر مزراق أن القرار قانوني، لأن القناة كانت تعمل بشكل غير قانوني، ناسيا أو متناسيا أن القناة وغيرها من القنوات غير مسؤولة عن الوضع الحالي، لأن القانون نفسه غير مطبق، لأن المراسيم التنفيذية ودفاتر الشروط لم يعلن عنها بعد، رغم مرور أكثر من سنة على مصادقة البرلمان على القانون، موضحا أن السبب الثاني هو توجه القناة وخطها الافتتاحي المحسوب على الإسلاميين، ووضع استضافته وكلامه الذي بثته القناة في المركز الثالث بين الأسباب التي دفعت السلطات إلى إغلاقها.
المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا
تعريف:
تأسس المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا في جوان - يونيو 2015 في تونس، وهو أول مركز من نوعه يعمل بكل استقلالية من أجل تعميق المعرفة بليبيا في جميع المجالات والقطاعات، ويرفد بالمادة العلمية جهود المجتمع المدني في ليبيا لإقامة الحكم الرشيد، المبني على التعددية والتداول السلمي واحترام حقوق الإنسان . مؤسس المركز: الإعلامي والباحث التونسي رشيد خشانة يقوم المركز بنشر مقالات وأوراق بحثية بالعربية والأنكليزية والفرنسية، ويُقيم مؤتمرات وندوات علمية، وباكورة نشاطاته ندوة حول "إسهام المجتمع المدني في إعادة الاستقرار والانتقال الديمقراطي بليبيا" يومي 5 و6 أكتوبر 2015 بتونس العاصمة.
موقع "ليبيا الجديدة"
موقع إخباري وتحليلي يبث الأخبار السريعة والتقارير السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية عن ليبيا، ديدنُه حق المواطن في الإعلام، ورائدُه التحري والدقة، وضالتُه الحقيقة، وأفقهُ المغرب العربي الكبير. يتبنى الموقع أهداف ثورة 17 فبراير ومبادئها السامية ويسعى للمساهمة في بناء ليبيا الجديدة القائمة على الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والحكم الرشيد.