طائرة تجسس روسية

تتجه الأوضاع في ليبيا إلى مزيد من التعقيد في أعقاب تلويح المليشيات المسيطرة على العاصمة طرابلس باستخدام القوة ضد تنصيب الحكومة الوطنية المقترحة من قبل الأمم المتحدة التي نالت مباركة المجتمع الدولي، في وقت لوح المبعوث الأممي والوسيط الدولي باتخاذ ما هو أبعد من العقوبات ضد الرافضين للحكومة، غير أنه لم يحدد ماهية الإجراء وفيما استبعد الاتحاد الأوروبي تدخلاً برياً في الصراع الدائر هناك داعياً الليبيين إلى إنهاء حالة الانقسام التي يعانون منها، ابدت روسيا اهتماماً بنفوذ داعش المتزايد في ليبيا ووضعت البلد تحت المراقبة عبر طائرات التجسس والأقمار الاصطناعية.

وكشف مصدر أمني جزائري أن الروس أبلغوا بلاده قلقهم من زيادة نفوذ تنظيم «داعش» في ليبيا، مشيراً إلى أن ذلك قد يفتح الباب أمام ضربات جوية روسية ضد التنظيم.

استبعاد تدخل

واستبعد المصدر التدخل العسكري الروسي في ليبيا الآن، لكنه قال إن الروس يراقبون الآن الوضع تمامًا، مثلما راقبوه لفترة طويلة في سوريا قبل أن يتدخلوا، وفقًا لجريدة الخبر الجزائرية.

ونقلت الجريدة عن المصدر، الذي لم تسمه، قوله: إن «روسيا تراقب تنظيم داعش بطائرات استطلاع وقمر صناعي للتجسس»، منوهًا بأن «روسيا بدأت مراقبة مواقع خاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي في ليبيا حتى قبل تدخلها عسكريًا في سوريا.

وحسب المصدر الجزائري فإن «طائرات استطلاع طويلة المدى وقمرًا صناعيًا روسيًا عسكريًا، تراقب مواقع يسيطر عليها تنظيم «داعش» في ليبيا منذ عدة أسابيع».

اهتمام

وأشار المصدر ذاته إلى أن الروس مهتمون بأربعة أمور، «الأول هو تأثير وجود تنظيم داعش بليبيا في حركة الملاحة في البحر المتوسط، مع وجود أنصار تنظيم داعش في مناطق ساحلية وامتلاكهم أنواعًا عدة من الصواريخ»، أما الأمر الثاني «فهو المعلومات التي تشير إلى وجود مسلمين متشددين من أصول روسية وشيشانية في صفوف التنظيم الليبي».

وأما الأمر الثالث الذي يهتم به الروس، حسب المصدر، فهو «مصير بعض الأسلحة الروسية المتطورة التي كانت بحوزة نظام القذافي وتم نهبها بالكامل»، علاوة على «المخاوف من تصنيع أسلحة كيميائية في ليبيا من قبل تنظيمات إرهابية مرتبطة بالقاعدة وداعش».

إلى ذلك، استبعد الاتحاد الأوروبي أي تدخل عسكري في ليبيا، مشدداً على أنه حان الوقت للفرقاء الليبيين لرفع آخر تحفظاتهم كي يقبلوا بتشكيل حكومة الوفاق الوطني.

ونشرت وكالة الأنباء الليبية عن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد، فيديريكا موغيريني، قولها: إنه «لا وجود لتدخل بري ضمن خطة ملاحقة مهربي البشر في ليبيا».

وشددت المسؤولة الأوروبية ، على أنه حان الوقت لفرقاء الأزمة في ليبيا ليرفعوا آخر تحفظاتهم، ويقبلوا بتشكيل حكومة الوفاق الوطني.

تلويح

من ناحيته، لوح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بيرناردينو ليون، بأن المجتمع الدولي لن يكتفي بعقاب الأطراف الليبية الرافضة لمقترح الحكومة، محذراً من أنه «سيذهب التعامل معهم إلى ما هو أبعد من العقوبات». وتابع قوله: «معظم الأطراف السياسية في ليبيا، فيما عدا مجموعات صغيرة، مستعدة لانتهاج مسار الوحدة الوطنية، وسنعمل جاهدين في الأيام المقبلة».

وفي طرابلس، تجمع عدد من المليشيات المسيطرة على العاصمة ومناصروها في الغرب الليبي في مسيرة ومهرجان عسكري شهده عدد من سكان المدينة، وتوعدت المجموعات باستخدام القوة لمنع حكومة الوفاق الوطني من استلام مهامها.

تعليقات