اختلفت قراءات ضيوف حلقة (21/10/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” لمغزى الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي انتقدتها الولايات المتحدة الأميركية.
الصحفي السوري المعارض بسام جعارة وصف زيارة الأسد بأنها “استدعاء” من بوتين لنظيره السوري ليملي عليه ما يجب أن يفعله، في ظل ما اعتبره انهيار النظام السوري وفشل حلفائه حزب اللهاللبناني وإيران في إنقاذه.
وقال إن روسيا أصبحت على الشجرة وتريد من ينقذها، في إشارة منه إلى أن بوتين لا يقبل الهزيمة في سوريا، في ظل خشيته من قدرة المعارضة السورية المسلحة .
وأكد قادة المعارضة المسلحة في حلب تلقيهم صواريخ مضادة للدروع، وقالوا إنها ستلعب دورا حاسما في منع قوات النظام من التقدم رغم الغطاء الجوي الروسي.
غير أن الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندريه إستيبانوف رأى أن زيارة الأسد لموسكو لها مضمون وفحوى كبير جدا، حيث تدخل في إطار تهيئة الأجواء لعملية تسوية سياسية وجلب ما أسماها المعارضة المعتدلة للمفاوضات، وأشار إلى أن النقاش بين الأسد والقيادة الروسية طال حتى مصير الأسد نفسه.
واستبعد أن تكون روسيا قد وقعت في المستنقع السوري، وأشار إلى أن عمليتها العسكرية في سوريا محدودة زمنيا ومن حيث الحجم، ولن تدوم أكثر من شهر إلى شهرين.
وكشف أن هناك اتفاقا ضمنيا بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن التسوية السلمية في سوريا، و”أن يكون رحيل الأسد بطريقة مقبولة له ولأعوانه”. واتهم في المقابل المعارضة السورية بأنها “متعنتة أكثر من اللزوم”.وحدد الخبير الروسي أهداف العملية العسكرية في “إنقاذ ركائز الدولة السورية وليس النظام”، و”تصحيح موازين القوى على ساحة المعارك لتهيئة الظروف الملائمة للعمل السياسي”.
غير أن جعارة قال إن الشعب السوري لن يقبل ببقاء “مجرم” في إشارة منه إلى الأسد، واتهم روسيا بأنها شجعت الأسد على قتل السوريين واستعملت حق الفيتو (النقض) لحمايته وأعلنت الحرب الصليبية على السوريين.
مرحلة انتقالية
وفي قراءته للحراك الجاري بشأن الملف السوري، أوضح رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية ماجد التركي أن الموقف السعودي يقضي بقبول بقاء النظام السوري في مرحلة انتقالية لكي تخرج سوريا من المأزق الذي تعيشه، وكشف عن اتصالات “قوية جدا” قال إنها جرت بين الدول الخليجية والقيادة الروسية خاصة السعودية، بهدف رسم معالم مرحلة انتقالية في سوريا.
التركي قال إن الحل في سوريا يكون بتنحي الأسد وإقامة مرحلة انتقالية على أن يكون التنازل من جميع الأطراف.
من جهته تحدث الصحفي السوري عن اتصالات أجرتها موسكو مع الولايات المتحدة وأطراف إقليمية منها السعودية وتركيا.