كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في أحدث تقاريرها عن إعادة بعض الآثار المسلوبة إلى ليبيا من قبل مكتب المدعي العام في مانهاتن.
وأضافت الصحيفة أن الآثار المسلوبة عبارة عن تماثيل نصفية رخامية، من ضمنها تمثال يجسد امرأة محجبة، تمت سرقته من معبد قورينا، الذي كان جزءًا من الحضارة اليونانية القديمة.
ويرجع تاريخ التمثال إلى متحف متروبوليتان للفنون إلى عام 350 قبل الميلاد، وأن قيمته تقدر بنحو 470 ألف دولار، كما أكد المحققون على أن التمثال الذي تم الاستيلاء عليه من المتحف تم تهريبه من ليبيا إلى مصر من قبل “إميل سعد” الذي حكم عليه في العام 2000 في مصر بتهمة تهريب الآثار، وتوفي منذ ذلك الحين.
ويضيف أحد المحققين أن التمثال ظهر في سوق الفن الدولي في عام 1997 وتظهر عليه علامات النهب مثل التراب على السطح ورقائق جديدة في القاعدة وفي الحجاب.
وكانت وزارة الأمن الداخلي قد صادرت قبل فترة تمثالًا جنائزيًا لأنثى محجبة من معرض في مانهاتن كان قد أدرج للبيع عبر الإنترنت بأكثر من 500 ألف دولار إلى ليبيا تمثال نصفي آخر لسيدة محجبة تم الاستيلاء عليه من تاجر في العام 2008 كما أعيدت إلى ليبيا قطعة ثانية لتمثال “رجل ملتح” تقدر قيمتها بنحو 300 ألف دولار وتم تداولها في السوق الفنية لعقود وصودرت هذا الشهر، في حين يصف المدعي العام لمقاطعة مانهاتن تلك القطع الأثرية بأنها تمثل نوافذ على آلاف السنين من الثقافة والحضارة وتستحق أن تُعاد إلى بلدها الأصلي.
ويرى مراقبون أن السبب في سرقة الآثار الليبية وبيعها يعود إلى الإهمال الحكومي وضعف الحس الشعبي بقيمتها، رغم حرص منظمة اليونسكو على إدراج بعض المواقع الليبية ضمن مناطق التراث العالمي الجدير بالحماية، وكان آخر هذه المواقع مقبرة قورينا في المنطقة الشرقية، والتي تعانى من النهب المستمر، وتوقف العمل العلمي الذي كان يتم إجراؤه في المقبرة في التسعينيات جراء عدم الاستقرار الحكومي والوضع الأمني في البلاد.